أمنوس.ما _ بقلم : ذ / عبد المنعم شوقي
كلما استبشرنا خيرا بما يردنا من أخبار تفيد بأن هناك تعليمات موجهة لإداراتنا تحثها على حسن التعامل والتواصل مع المواطنين، إلا واصطدمنا أكثر مع واقع لا يعكس هذا التوجه، بل إنه يزيد الأمر انتكاسا وتفاقما.
إن بعض إداراتنا أصبحت بالفعل جحيما لا يطاق، فالداخل إليها يحس برهبة لم يحس بها حتى وهو يلج مقراتنا الأمنية في زمن السبعينات .. تسلط واستهتار وعنف لفظي يجعلك ترتعش خوفا وكأنك متهم بارتكاب ابشع الجرائم وأخطرها.
لقد كان ولازال عدد من المسؤولين لا يتوانون في قذف من يجادلهم من المرتفقين بتهمة سب وشتم موظف، وكذا بتهمة الاعتداء على موظف أثناء مزاولته لمهامه. بل إن ظاهرة جديدة في هذا الصدد بدأت تغزو بعض الإدارات، وهي لجوء بعض المسؤولين إلى التظاهر بالدوخة والدوران والسقوط بغرض استصدار شهادة طبية تدين المواطن الذي لم يكن يبتغي سوى الاستفسار عن حق من حقوقه!!!.. فبالله عليكم، ألا يكفي ما يعانيه هذا المواطن مع صعوبة العيش وعسر الحياة حتى نجعله فريسة لمثل هاته الألاعيب!!.. أليس من المواطنة والمسؤولية والأخلاق أن يتم التجاوب مع المرتفقين بسعة صدر وجميل تعامل!!…
طبعا نحن لا نروم إهانة موظفينا أو استصغار مسؤولينا.. فهم تاج فوق رؤوسنا وإخوة يتوجب علينا الحديث إليهم بكل أدب واحترام.. ولكن الشيء بالشيء يذكر، فالمواطن من حقه أيضا أن ينعم بإدارة شفافة وبمسؤول يجيد التواصل والتعامل بدل الاستخفاف منه ورميه بالباطل كلما نادى بحق يتيحه القانون.
إن محاكمنا تعج بقضايا “إهانة موظف” و”الاعتداء على موظف” حتى أضحى الخوف يتسلل إلى قلوبنا كلما أردتا مخاطبة أحد المسؤولين. وعليه، فقد أصبح لزاما تجهيز كل الإدارات بأجهزة المراقبة حتى تبقى حجة على الجميع، ومرجعا لقضاتنا وأجهزتنا في الحكم لصالح كل مظلوم ضد كل ظالم.
فرجاء، كونوا انسانيين في المقام الأول.. فبلادنا تنتظرها العديد من التحديات لبناء المستقبل، ولا يجب علينا أن نساير ذلك بمثل هاته الترهات.
تعليقات الزوار ( 0 )