حديث الأربعاء: قصة “الراعي وجرة السمن” والحكمة الدائمة

10 يوليو 2024 - 12:44 م

أمنوس.ما : الحسين أمزريني

قصة “الراعي وجرة السمن” هي إحدى القصص الجميلة التي قرأناها في الأقسام الابتدائية خلال سنوات السبعينيات، هذه القصة ليست مجرد حكاية بسيطة، بل تحمل في طياتها حكمة عظيمة تلامس الواقع الذي نعيشه في الوقت الحاضر، تحكي القصة عن راعي جمع كمية من السمن في جرة وعلقها في كوخه وبينما كان جالساً عند غروب الشمس أخذ يفكر فيما سيفعله بالسمن.

 

تجسد القصة رحلة الراعي في أحلامه، حيث بدأ بالتخطيط لبيعه السمن في السوق وشراء نعجة حاملاً وتستمر أحلامه بالتوسع حتى يتصور أنه سيصبح مالكاً لقطيع كبير ويبني قصراً عظيماً، ولكن في لحظة واحدة من الأحلام المفرطة يرفع الراعي عصاه ليضرب بها جرة السمن، فيكسرها ويسقط السمن على رأسه وثيابه،تضيع الأحلام سدى، ويحزن الراعي على ضياع خططه المستقبلية.

الحكمة من هذه القصة واضحة: التخطيط للمستقبل والأحلام ضرورية، لكنها لا تكون ذات جدوى إذا لم نبدأ بالعمل والتنفيذ الآن، فالأحلام والتخيلات قد تكون محفزة، لكن يجب أن تكون مقرونة بالعمل الجاد والتخطيط الواقعي، الحياة مليئة بالمفاجآت والتغيرات، والتخطيط القائم على الأوهام قد يتبدد في لحظة.

الراعي أدرك متأخراً أن الأحلام بدون عمل مجرد تخيلات فارغة، لذا من المهم أن نخطط ونحلم لكن الأجمل هو أن نبدأ في التنفيذ الآن وأن نكون مستعدين للتكيف مع تغيرات الحياة. الأفكار الكبيرة تحتاج إلى خطوات صغيرة وثابتة لتحقيقها، والتأجيل والمماطلة قد يقودان إلى ضياع الفرص.

القصة تعلمنا أن الأفعال أبلغ من الأقوال، وأن الوقت الحاضر هو الأهم، علينا أن نبدأ الآن مهما كانت الظروف وأن نجعل من أحلامنا أهدافاً قابلة للتحقيق بالعمل الجاد والتخطيط الواقعي.

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .