أمنوس.ما : الحسين امزريني
شهد إقليم الناظور هذا العام صيفًا استثنائيًا حافلًا بالأحداث المأساوية التي أرخت بظلالها الثقيلة على سكان المنطقة وزوارها، فمنذ بداية شهر يونيو بدأت أخبار ضحايا البحر تتواتر بشكل متزايد ما أثار حالة من الخوف والقلق بين المواطنين.
شاطئ بوقانا كمثال لا الحصر الذي كان يُعتبر سابقًا وجهة آمنة ومحببة لدى الأسر، لم يكن في مأمن من هذه الحوادث ففي السنوات الماضية، نادرًا ما كنا نسمع عن حوادث غرق في هذا الشاطئ، إلا أن صيف هذه السنة شهد تحولات مقلقة تزايد عدد الغرقى والمفقودين أثار تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة المفاجئة، وهل هي ناتجة عن تغييرات في الظروف الطبيعية أم عن إهمال بشري؟
على الرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية والجهات المختصة لتوعية المواطنين بخطورة السباحة في مناطق معينة من الشاطئ، إلا أن عدد الضحايا استمر في الارتفاع، يمكن أن يُعزى ذلك إلى عدة عوامل منها نقص الوعي بخطورة السباحة في المناطق غير المخصصة أو تجاوز التعليمات والإرشادات المقدمة من قبل رجال الإنقاذ أو……..
لكن البحر لم يكن هو الخطر الوحيد الذي هدد حياة الناس في الناظور هذا الصيف، فقد تزايدت حوادث السير بشكل ملحوظ مما زاد من حجم المأساة ، فحوادث السير في المنطقة لم تكن فقط نتيجة للازدحام المروري الذي يصاحب فصل الصيف، ولكن أيضًا نتيجة للإهمال في الالتزام بقوانين السير، مثل السرعة المفرطة والتجاوزات الخطرة.
يجد المواطنون أنفسهم الآن في مواجهة مع واقع مرير يفرض عليهم مزيدًا من الحيطة والحذر وفي الوقت الذي ينعي فيه الأهالي ضحايا البحر وضحايا حرب الطرقات تُطرح تساؤلات حول الإجراءات الواجب اتخاذها لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
و يبقى السؤال المطروح: كيف يمكننا تعزيز الوعي بين المواطنين للحفاظ على الأرواح وتقليل المخاطر في مثل هذه الفصول الحارة التي تُعتبر عادة فترة للاستجمام والراحة؟ الإجابة تكمن في تكثيف حملات التوعية، وتشديد الرقابة على الشواطئ والطرقات، وتعاون الجميع في سبيل حماية الأرواح.
رحم الله الضحايا وشفى المصابين، ونأمل أن يكون هذا الصيف درسًا لنا جميعًا لنستعد بشكل أفضل للمواسم القادمة.
Add a Comment