أمنوس .ما : الحسين امزريني
في عصر التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت البرمجة الدقيقة والجدولة المحسوبة أمرا بديهيا، أقدمت العصبة الوطنية لكرة القدم هواة على قرار مفاجئ بإعلان تأجيل مبارتين من مباريات القسم الوطني للهواة والقسم الثاني هواة ، شمل مباراة الاتحاد البيضاوي الذي كان مقررا أن يواجه فريق وفاء فاس، بالإضافة إلى مباراة فتح الناظور الذي كان سيستقبل فريق أبي الجعد، التي كانت مقررة يوم 13 أكتوبر الجاري.
لم يقتصر الأمر على هاتين المباراتين فقط، بل أصدرت يومه الأربعاء 9اكتوبر العصبة الوطنية لكرة القدم قراراً شاملاً بتأجيل مباريات ثلاثة أقسام وسبع مجموعات كاملة لأسباب لا تزال غامضة وغير واضحة حتى اللحظة، مما أثار موجة من الاستياء والغضب بين أوساط الجماهير الرياضية، خاصة جمهور فتح الناظور الذي كان يتطلع إلى متابعة فريقه في مباراة كانت ستُجرى على أرضه وأمام جماهيره.
هذه القرارات المفاجئة، التي تفتقر للتنسيق والوضوح، تأتي لتُظهر الفجوة الكبيرة بين ما يجب أن تكون عليه الإدارة الرياضية من احترافية ودقة، وبين ما يحدث فعلياً على أرض الواقع. فبينما نحن في زمن يُفترض فيه أن تكون المعلومات متاحة، والقرارات مدروسة، والتواصل سريعاً بين الجماهير والهيئات المسؤولة، نجد أنفسنا أمام قرارات تعيدنا إلى سنوات من العشوائية وسوء التدبير، وهو ما يزيد من حالة الغضب والتساؤل حول مبررات هذا التأجيل.
الجمهور الناظوري، الذي لطالما كان داعماً لفريقه في مختلف الظروف، وجد نفسه اليوم في حيرة من أمره، متسائلاً عن الكواليس التي دفعت العصبة إلى اتخاذ هذا القرار. فهل كان هناك فعلاً ما يستدعي تأجيل المباريات؟ أم أن الأمر يعكس غياب الاحترافية وضعف التخطيط داخل أروقة العصبة، مما يجعل مصداقية التنافس الرياضي على المحك؟
إن مثل هذه القرارات العشوائية، التي تُتخذ دون تقديم أي مبررات أو توضيحات، تضعف الثقة بين الأندية والهيئات المسؤولة عن تنظيم المنافسات. كما أنها تضر بصورة الاحترافية التي يطمح الجمهور الرياضي إلى رؤيتها في الكرة المغربية، بجميع أقسامها ومراحلها. وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع أن تتخذ العصبة خطوات نحو التطوير والتحسين، نجد أنفسنا أمام مشهد يُعيد تكرار نفس الأخطاء ويثير المزيد من الجدل حول الكيفية التي تُدار بها شؤون الكرة المغربية.
وما يزيد الطين بلة، هو أن هذا التأجيل لم يُرفق بأي بيان رسمي يوضح الأسباب الحقيقية وراء اتخاذ القرار، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام الشائعات والتكهنات. هل الأمر يتعلق بمشاكل تنظيمية داخلية؟ أم أن هناك اعتبارات أخرى غير معلنة؟ كل هذه التساؤلات تبقى مطروحة إلى حين أن تصدر العصبة توضيحاً شافياً يضع النقاط على الحروف.
وفي ظل هذه الفوضى، يبقى الأمل معقوداً على أن تتدخل الجهات المعنية لإعادة الأمور إلى نصابها، وأن يتم تقديم تفسير منطقي لسبب هذا التأجيل، حتى يتم تفادي تكرار مثل هذه المواقف التي تضر بسمعة الكرة المغربية وتنعكس سلباً على الفرق وجماهيرها.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، يبقى الجمهور الرياضي في حالة ترقب واستياء، متسائلاً عما إذا كانت هناك “مفاجآت” أخرى قد يحملها الموسم الرياضي الحالي، وهي مفاجآت يبدو أنها بعيدة كل البعد عن التنافس الشريف داخل المستطيل الأخضر، مما يُنذر بموسم مليء بالتحديات والصعوبات التنظيمية التي يجب معالجتها بشكل عاجل.
تعليقات الزوار ( 0 )