أمنوس . ما : ميمون عزو
في صمتٍ مقلق، تواصل ظاهرة الحمل في صفوف الفتيات القاصرات منحاها التصاعدي، لتطلق صفارات الإنذار في وجه الأسر والمجتمع والتربويين.
لم نعد نتحدث عن حالات فردية معزولة، بل عن واقع مؤلم تزداد حدته سنة بعد أخرى، في ظل غياب المراقبة الأسرية، وتراخي المسؤولية المجتمعية.
و انا أبحث في هذا الموضوع ، وصلت الى معلومة صادمة ، تدمي القلب ، و تدق ناقوس الخطر ، فحسب تقرير للمندوبية السامية للتخطيط، فإن آلاف الفتيات القاصرات بالمغرب يواجهن كل سنة مخاطر الحمل المبكر، حيث تم تسجيل ما يفوق 3000 حالة ولادة لقاصرات دون 18 سنة في السنوات الأخيرة، مع تفاوت في التوزيع بين المدن والقرى.
والأدهى أن جزءا كبيرا من هذه الحالات لا يتم التصريح به، بسبب الطابع الاجتماعي والوصم المرتبط بهذه الظاهرة.
و ما جعلني أكتب في هذا الموضوع ما يصلنا باستمرار في جريدة “أمنوس . ما ” الالكترونية باستمرار ، شهادات من أولياء أمور مكلومين، ومتابعين و فاعلين اجتماعيين، وحتى من بعض الفتيات اللواتي وجدن أنفسهن ضحايا علاقات غير متكافئة ( عبر صديقاتهمن او مقربات من العائلة ) ، انتهت بهن إلى افتضاض مبكر للبكارة، أو حمل غير مرغوب فيه، وأحيانا إلى انقطاع عن الدراسة، وضياع مستقبل كان يمكن أن يكون مشرقا.
من المؤسف أن تتحول بعض أبواب الإعداديات و الثانويات (…) إلى نقطة انطلاق نحو الانحراف، بدل أن تكون مدخلا للعلم والنضج.
مشاهد مخلة بالحياء .. كلام نابي ساقط بل فاحش .. علاقات .. عناقات .. قبلات .. هدايا .. سيارات .. مقاهي .. مطاعم .. لا يمكن لاي مار من أمام بعض المؤسسات إلا أن يلاحظها و يشاهدها بام العين و ما خفي كان أعظم .
هي إذا ، مشاهد متكررة لفتيات ينتظرن من يُقلهن بسيارات أو دراجات نارية، نظرات عابرة تتحول إلى علاقات سريعة… ثم إلى مأساة يصعب تداركها.
نحن لا نكتب هذا المقال لفضح أحد، رغم توصلنا في جريدة ” أمنوس ” بعدة حالات مشاهدها أو لنقل مسرحها بني انصار ، بل لنطلق صرخة تنبيه :
إلى كل أب وأم، إلى كل مسؤول تربوي، إلى كل فاعل مدني، أنقذوا فتياتنا قبل فوات الأوان.
التربية ليست فقط طعاماً ولباساً، بل مرافقة دائمة وتوجيه حازم، وعين ساهرة على ما يجري خارج جدران البيت والمدرسة.
في زمن تغيرت فيه القيم و انحلت الأخلاق ، في زمن أضحى فيه الهاتف هو المربي ، في زمن الفتيات يتراقصن عاريات أمام كاميرا ” التيك توك ” ، في زمن تقلصت فيه سلطة الاب ، في زمن ردئ ، في زمن ” فاحش ” لابد من تظافر جهود الجميع ، من اجل إنقاذ بناتنا من سقطات آنية ، و زلة شهوانية فانية ، تضيع معها بقية حياتهن .. المسؤولية مسؤولية المجتمع برمته .
تعليقات الزوار ( 0 )