ذ عبد المنعم شوقي يكتب عن منطقة بالوماريس

5 مايو 2024 - 7:49 م

أمنوس .ما _ بقلم : ذ/ عبد المنعم شوقي

 

حديث القريبين العزيزين فوزي الصقلي ومحمد الشرادي عن منطقة بالوماريس أعاد إلى أذهاني ذكريات عاطفية تخص هذه البقعة الضاربة في أعماق تاريخ مدينتنا.

لقد كانت بالوماريس دوما مولدا للكثير من الأسماء التي صارت بعد ذلك قامات دينية وثقافية وسياسية كبيرة.. ويكفي أن نذكر منها عالمنا الجليل سيدي الحاج عبد الله الصقلي الخطيب البارع ،السي محند الصقلي العدل صاحب الكفاءة والاطلاع الواسع في علوم الفقه والشريعة وكم كان حكيما رحمة الله عليه وأنت تستمع إليه ،السي محمادي الصقلي تغمده الله بواسع الرحمات والمغفرة صاحب التكوين الديني الواسع ومعلم عمدة روتردام بوطالب، لخلوفي مولاي الإطار الأمني والمسير الرياضي الكفء رحمة الله عليه ، الراحل دحمان العبوسي عميد أسرة العبوسي الكريمة والرجل الاجتماعي ، الفقيد السي الطيب الصقلي رحمة الله عليه ،السي حسن المرابط المتواضع تغمده الله برحمته الواسعة ،القائد لمريني الوهابي “التمسماني ” رحمة الله عليه ،المرحوم أمجاهد صاحب المخبزة الشهيرة بهذا الحي ، الحاج الصقلي حسين المحامي حاليا بهيئة الناظور أطال الله عمره ،الحاج صالح أكتاف المقاول الجدي رحمة الله عليه وشقيقه الحاج محمد عليه واسع الرحمات ،الراحل الماخوخي بشارع القاهرة تغمده الله بواسع الرحمات ،وأيضا كان هناك ثلاثة من أشقائي رحمة الله عليهم السي الحسين ،السي محند و السي عبد العزيز وكلهم كانوا يقطنون بشارع القاهرة ،الأستاذ محمد الصقلي العضو سابقا بجماعة الناظور بارك الله في صحته وعمره بالإضافة إلى صاحب المحلية الشهيرة بلبنها وزبدتها وهو المكان الذي كان يفضله آل الصقلي للجلوس فيه والراحل الحاج ميمون المعروف ب “جوج” والرياضي بلعيد رحمة الله عليه والرياضي المختص في سباق الدراجات المعروف ب “خطر” بارك الله في عمره وصحته واللائحة طويلة.

بالوماريس ليست مجرد اسم لدائرة جغرافية أو إدارية.. إنها ذاكرة جماعية تحمل أمجاد الأجداد والآباء قبل الأبناء والأحفاد.. ذاكرة طويلة ملؤها التلاحم والتآزر وطيبة العلاقات الاجتماعية التي جعلت ساكنتها كتلة واحدة متحدة تتقاسم الأحزان قبل الأفراح.
كثيرون من الرعيل الأول لبالوماريس ودعونا إلى دار البقاء.. وآخرون أقعدهم الكبر والمرض أو غادروا إلى ربوع أخرى في هذه المدينة أو الوطن.. ولكن المنطقة لازالت آهلة بمن يعيش فوق ترابها ويتحرك بين أزقتها.. إنهم الخلف للسلف.. إنهم الحاضر الذي يتوجب عليه حفظ الماضي العريق.

ولكم كنت سعيدا حينما رأيت إخوة من هذا الحي قد دشنوا مقهى فاخرة بمدينة سلا، وأطلقوا عليها اسم “مقهى بالوماريس”.. إنه فعلا شعور بالانتماء وفخر بتلك الأرض التي ولدوا على ترابها وتربوا بين أحضانها.

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .