أمنوس . ما : محمد شعو
حقق المنتخب الوطني المغربي فوزاً صعباً على نظيره البحريني بهدف دون رد، في المباراة الودية التي جمعت بينهما مساء الخميس على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ضمن استعدادات “أسود الأطلس” للاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 التي ستحتضنها المملكة نهاية العام الجاري.
ورغم السيطرة الميدانية الواضحة للعناصر الوطنية طيلة أطوار المباراة، إلا أن الأداء العام لم يرقَ إلى مستوى التطلعات، إذ غابت الفعالية الهجومية والانسجام بين الخطوط، في مواجهة منتخب بحريني أبان عن تنظيم دفاعي محكم وحارس متألق هو إبراهيم لطف الله، الذي تصدى لعدة محاولات مغربية أبرزها تسديدة إبراهيم دياز في الدقيقة 11 ورأسية الزلزولي التي ارتطمت بالقائم في الدقيقة 36.
وحاول وليد الركراكي الاعتماد على تحركات حكيمي في الجهة اليمنى وانطلاقات الزلزولي في اليسار، إلى جانب تحركات الثلاثي العيناوي، صيباري والخنوس في وسط الميدان، غير أن التكتل الدفاعي للمنتخب البحريني حال دون ترجمة السيطرة إلى أهداف.
في الشوط الثاني، واصل المنتخب المغربي ضغطه الهجومي دون جدوى، قبل أن يجري الركراكي سلسلة من التغييرات لتنشيط الخط الأمامي، بإشراك يوسف النصيري، حمزة إيغامان، أسامة ترغالين، إلياس بنصغير و أخوماش. وقد ساهمت هذه التغييرات في رفع الإيقاع نسبياً وإيجاد منافذ جديدة، لكن الحسم تأخر حتى الأنفاس الأخيرة.
وفي الوقت الذي كان التعادل السلبي يخيّم على اللقاء، تمكن المدافع جواد الياميق من فكّ شفرة الدفاع البحريني في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع (90+5)، بعد استغلاله كرة عرضية من أشرف حكيمي حولها برأسه داخل الشباك، مانحاً الفوز للمنتخب الوطني وسط فرحة جماهيرية كبيرة، ومجنّباً “الأسود” تعثراً معنوياً قبل محطة الكونغو الديمقراطية في التصفيات القارية المقبلة.
وعقب المباراة، أقرّ الناخب الوطني وليد الركراكي بصعوبة المواجهة وبأن لاعبيه لم يقدموا أفضل مستوياتهم، قائلاً:
“الثقة المفرطة واستصغار الخصم جعلا الشوط الأول ضعيفاً من جانبنا. البحرين لعبت بتكتيك منظم وأغلقت المساحات، لكن الأهم أننا فزنا في النهاية.”
وأضاف الركراكي أن التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني كانت حاسمة:
“لدينا دكة بدلاء قوية، ومع دخول لاعبين مثل النصيري وبنصغير وأخوماش تغيّر الإيقاع، ووجدنا الحل في اللحظات الأخيرة.”
كما وجّه رسالة إلى الجماهير المغربية قائلاً:
“على الجمهور أن يعتاد على أننا نحسم المباريات في الدقائق الأخيرة. المهم هو أن نواصل الانتصارات، فالمغرب اليوم من بين كبار المنتخبات.”
وسيواصل المنتخب المغربي استعداداته لمنافسات كأس الأمم الإفريقية بخوض مباراة ثانية أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، يوم الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري، لحساب تصفيات كأس إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026، في محطة جديدة لاختبار جاهزية المجموعة الوطنية.
و كشفت مباراة البحرين عن مفارقة واضحة في أداء المنتخب المغربي إذ كانت سيطرة ميدانية دون ترجمة هجومية. فالعناصر الوطنية بدت تائهة بين غياب الانسجام في الثلث الأخير وضعف الحسم أمام المرمى، وهو ما يطرح علامات استفهام حول النجاعة الهجومية قبل بطولة قارية ستتطلب قدراً أكبر من الواقعية والحدة.
في المقابل، أظهر اللقاء عمق دكة البدلاء ومرونة الركراكي في إدارة المباريات، خاصة من خلال التغييرات التي قلبت الإيقاع في الدقائق الأخيرة. ويبقى التحدي الأكبر أمام الطاقم التقني هو الحفاظ على التوازن بين الإبداع الفردي والفعالية الجماعية، لضمان جاهزية “أسود الأطلس” لتحقيق حلم التتويج الإفريقي المنتظر على أرض الوطن.
Add a Comment