أشبال الأطلس يصنعون التاريخ ويعبرون إلى نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة بعد إسقاط فرنسا بركلات الترجيح

أمنوس . ما : محمد شعو

حقق المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق، بعدما تأهل إلى نهائي كأس العالم للشباب 2025 المقامة في دولة الشيلي، إثر فوزه المثير على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح (5–4)، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (1–1)، في مباراة نصف النهائي التي احتضنها ملعب إلياس فيغيروا براندر مساء الأربعاء.
دخل “أشبال الأطلس” اللقاء بعزيمة واضحة وروح قتالية عالية، وفرضوا أسلوبهم منذ الدقائق الأولى عبر ضغط متواصل على دفاع المنتخب الفرنسي بقيادة الثلاثي الهجومي ياسر الزابيري، عثمان معما، وياسين جسيم. وفي الدقيقة 30، وبعد العودة إلى تقنية الـVAR، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح المنتخب المغربي إثر تدخل واضح على المدافع إسماعيل باعوف. تكفل ياسر الزابيري بتنفيذها في الدقيقة 32، حيث تصدى الحارس الفرنسي ليساندرو أولميتا للكرة قبل أن ترتد منه وتسكن شباكه بالخطأ، معلنةً تقدم المغرب بهدف عكسي.
واصل الأشبال ضغطهم وأضاعوا فرصًا محققة عبر معما وجسيم، بينما تألق الحارس يانيس بنشاوش في التصدي لهجمات فرنسية خطيرة، لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق للمغرب بهدف نظيف. و مع بداية الشوط الثاني، حاول المنتخب الفرنسي العودة في النتيجة، ونجح في إدراك التعادل عند الدقيقة 59 عبر اللاعب لوكاس ميشال، مستفيدًا من تمريرة بينية محكمة من مصطفى دافو.
وتعرض المنتخب المغربي لانتكاسة بعد إصابة الحارس بنشاوش، الذي غادر الملعب وسط تصفيق زملائه، ليحل محله إبراهيم غوميز، الذي واصل التألق بثقة كبيرة، خاصة أمام تسديدات ميشال ودافو. ورغم الضغط الفرنسي المتواصل، أظهر الأشبال شخصية قوية وانضباطًا تكتيكيًا كبيرًا، واقتربوا من التقدم مجددًا بتسديدة خطيرة من عثمان معما في الدقيقة 90، لكن الحارس الفرنسي كان في الموعد.
في الشوطين الإضافيين، استمر التكافؤ بين الفريقين وسط توتر واضح وإرهاق بدني متزايد. وشهدت الدقيقة 107 طرد اللاعب الفرنسي رابي نزينغولا بعد تدخل قوي على سعد الحداد، ما منح الأفضلية العددية للمغاربة في الدقائق الأخيرة. وكاد الزابيري أن يحسم النتيجة بتسديدة قوية في الدقيقة 113 مرت بجانب القائم، لتنتهي المباراة على إيقاع التعادل (1–1) ويمتد الحسم إلى ركلات الترجيح.
في ركلات الترجيح، تألق الحارس عبد الكريم المصباحي بعد دخوله خصيصًا لهذه المرحلة، وتمكن من التصدي لركلة فرنسية حاسمة، مانحًا المغرب فوزًا تاريخيًا (5–4).
تأهل المنتخب المغربي إلى نهائي كأس العالم للشباب لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة مشروع رياضي متكامل انطلق منذ سنوات تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبدعم من البنية التحتية الحديثة وعلى رأسها مركز محمد السادس لكرة القدم. هذا الإنجاز يؤكد نضج جيل جديد من اللاعبين الذين يمثلون مستقبل الكرة الوطنية، وامتدادًا طبيعيًا للمسار المضيء الذي بدأه منتخب الكبار في مونديال قطر 2022. فما بين “أسود الأطلس” و”أشبال الأطلس”، يتجسد اليوم الوجه الجديد لكرة القدم المغربية: طموح، تنظيم، تكوين علمي، وإيمان جماعي بأن المغرب قادر على المنافسة في كل الفئات وعلى أعلى المستويات.
وسيواجه المنتخب المغربي في المباراة النهائية الفائز من مواجهة الأرجنتين وكولومبيا، المرتقبة فجر الخميس بتوقيت المغرب، في لقاء يُنتظر أن يُخلّد في ذاكرة الكرة المغربية كعنوان لجيل شاب كتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل التاريخ.