كفى من نشر صور الموتى في حوادث السير… الإنسانية قبل كل شيء

أمنوس.ما : الحسين أمزريني

بين الفينة والأخرى تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور صادمة لجثث ضحايا حوادث السير تظهرهم في أوضاع مأساوية ومؤلمة ،صور تلتقط على عجل في أماكن الحوادث ثم تنشر دون أدنى احترام لحرمة الموت أو لمشاعر ذوي الضحايا وكأن الميت فقد حقه في الكرامة بمجرد أن لفظ أنفاسه الأخيرة.

إن تصوير الجثث وبثها على الإنترنت ليس عملا إعلاميا بل سلوكا مشينا يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية قبل أن يكون مخالفا للقانون، فالموت له حرمته والضحايا يستحقون الرحمة لا التشهير كما أن تداول هذه الصور يزيد من معاناة أسرهم التي تتلقى صدمة مضاعفة بين فقدان أحبّتهم ومشاهدة صورهم في مشاهد قاسية لا تحتمل.

إن مآسي الطرقات تكفينا دون أن نضيف إليها مأساة أخرى تمارس بعد الكارثة عبر هواتف تصور وأصابع تضغط “نشرا” دون تفكير في العواقب، فالسبق الصحفي لا يكون في التلذذ بالمآسي بل في نقل الخبر بمسؤولية واحترام.

كفى من نشر صور الموتى في حوادث السير، كفى من جرح مشاعر العائلات وكفى من العبث بحرمة الموتى.
لنجعل من الإعلام وسيلة توعية وتربية لا وسيلة لإثارة الألم والاشمئزاز.